تابع الكثير منا صفقة تويتر، عندما عرض الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، شراء كامل شركة تويتر بمقابل 54.20 دولار للسهم، أو حوالي 43 مليار دولار. فصفقة تويتر بعد ارتفاع قصير الأمد ارتد السهم هبوطاً بالشركة ليغلق بنسبة 1.7٪ عند 45.08 دولار، بقيمة سوقية عند 34 مليار دولار. بعبارة أخرى، قالت أروقة “وول ستريت” كلمتها: لا توقعات بحدوث صفقة تويتر! وذهب المحللون في Stifel إلى حد خفض توصياتهم للسهم إلى “البيع” يوم الخميس، قائلين إن الشركة تواجه “سيرك إيلون”.
ما هي شكوك
يتمتع إيلون ماسك بالكثير من المتابعين، فهو أسطورة في عالم التكنولوجيا الذي نجح في جعل شركتيه Tesla و SpaceX إلى ساحة للأعمال المزدهرة والمبتكرة. لكن سنوات من الضجيج والوعود التي لم يتم الوفاء بها، جعلت وول ستريت متشككة في نوايا ماسك وقدرته في المضي قدما في ما يعلنه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصفقات المالية الكبرى، مثل صفقة تويتر بحسب تحليل لشبكة CNBC الأميركية.
وول ستريت حول صفقة تويتر؟
إيلون ماسك وجد متسعًاً من الوقت ليحدث جلبة على تويتر، الذي يتمتع بما يعادل تقريباً 81.7 مليون متابع.
والكل يعلم أن منصة تويتر، أداة ماسك المفضلة ضمن وسائل الاتصال الجماهيري لكل شيء، بدءًا من الترويج لرموز التشفير وحتى انتقاد السياسيين. كما أنه يواصل إصدار التصريحات حول تكنولوجيا تسلا على المنصة. وللمفارقة تحول تويتر مؤخراً إلى مكان ماسك المفضل لانتقاد تويتر نفسه، لما يراه من تجاهل لمبادئ حرية التعبير وبعض القيود التكنولوجية.
لكن أن يمضي ماسك في خططه لشراء الشركة بما تسمي صفقة تويتر، فذاك أمر يرى المحللون عدم واقعيته!
عوائق صفقة تويتر
أوضح المحللون في Mizuho Securities، أن أحد الشواغل الكبيرة التي قد يواجهها مجلس إدارة الشركة هو “الوقت المحدود الذي يمكن أن يمنحه ماسك لتويتر في وقت يعد الرئيس التنفيذي للعديد من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك Tesla و SpaceX و The Boring Company”، وفق ما نقلته CNBC.
من ثم يأتي المال.. فثروة ماسك وإن كانت تبلغ حالياً نحو 265 مليار دولار، وفقًا لأرقام مجلة Forbes، إلا أنها في مجملها تقريبًا مرتبطة بملكية أسهم في Tesla و SpaceX. وقد باع ماسك أسهما في تسلا بأكثر من 12 مليار دولار في أواخر العام 2021، وهو ما يمثل جزءًا بسيطًا من سعر العرض المقدم لتويتر والبالغ 43 مليار دولار.
قبل تقديم عرض لشراء كامل تويتر، استحوذ ماسك على 9.1٪ من أسهم الشركة القائمة هذا العام، بأكثر من 2.6 مليار دولار. وارتفع السهم بنسبة 27٪ في 4 أبريل، وهو اليوم الذي أعلن فيه ماسك عن ملكيته في تويتر.
كتب ماسك في عرضه يوم الخميس، لمجلس إدارة تويتر: “إنه أفضل عرض نهائي لدي، وإذا لم يتم قبوله، فسوف أحتاج إلى إعادة النظر في موقفي كمساهم”.
وقال ماسك في ملف لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات، إنه عين مورغان ستانلي كمستشار مالي، لكنه لم يشر إلى الشراكة مع ممولين آخرين أو شركات يمكن أن تساعد في تمويل الصفقة. وفي وقت لاحق من يوم الخميس، أقر ماسك بأنه “غير متأكد” مما إذا كان سيتمكن بالفعل من شراء تويتر!
في مؤتمر TED2022 في فانكوفر، سأله كريس أندرسون من TED عما إذا كانت لديه “خطة بديلة” في حال تم رفض العرض. فأجاب ماسك: “يوجد”، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
سأل أندرسون أيضاً عما إذا كان ماسك قد “حصل على تمويل مضمون”، في إشارة إلى التغريدة “سيئة السمعة” حول جعل تسلا شركة خاصة. فقال ماسك: “لدي أصول كافية.. يمكنني أن أفعل ذلك إذا أمكن”.
وسواء كان ماسك يبذل جهدًا جادًا حقًا لشراء شركة التواصل الاجتماعي أم لا، فقد خلق مصدر إلهاء كبير لمجلس الإدارة حيث يجب عليه الآن التفكير في العرض. وقد اجتمع المجلس لمناقشة الأمر يوم الخميس، فقرر اللجوء إلى سياسة “الحبوب السامة” لمقاومة خطط ماسك لهذا “الاستحواذ العدائي”.
من جانبه، قال ديفيد ترينر، الرئيس التنفيذي لشركة أبحاث الأسهم New Constructs، إن العرض هو “محاولة يائسة من ماسك لجذب الانتباه”، وليس محاولة صادقة لإضافة قيمة، بحسب تعبيره.
وكتب ترينر في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الخميس: “إنه يعرض شراء تويتر فقط لأنه المكان الذي يشتهر فيه.. لا يجلب إيلون ماسك أي قيمة تشغيلية لمساهمي تويتر، بخلاف وضعه كنجم موسيقى الروك، وهو ما لا يكفي لتغيير تويتر على المدى الطويل”